إطلاق شبكة اللغويين السعوديين الإلكترونية

الشبكة استثمار للتقنيات الحديثة لإنشاء ملتقى علمي افتراضي للغويين لتبادل الخبرات والمعلومات

مدخل

شبكات البريد الإلكتروني هي شبكات تهدف إلى مساعدة المستخدم لإيجاد أجوبة على التساؤلات المختلفة في الموضوعات التي تهمه من خلال التحدث مع أقران له بواسطة البريد الإلكتروني الذي يفتح له مجالاً للنقاش الحر والمباشر مع الآخرين دونما حاجة للسفر أو التنقل للقاء الشخص أو مكاتبته لذلك الغرض.

وشبكات البريد الإلكتروني هي عبارة عن ندوة مفتوحة لمجموعة من الأعضاء يتبادلون فيها الأفكار والمعلومات كما يمكنهم من خلالها حل بعض مشكلاتهم المتعلقة بموضوع الشبكة أو تخصصها. ولذا، فإن كل شبكة تعلن عن تخصصها في جانب معين يؤدي إلى انضمام من له اهتمام بذلك التخصص، وبالتالي يكون عليه الالتزام ببنود تلك الشبكة وحدود تخصصها.

ما هي الشبكات البريدية الإلكترونية؟

شبكات البريد الإلكتروني Mailing Lists تشبه من ناحية المبدأ والهدف ما يسمى بمجموعات الحوار Chat Rooms وساحات الحوار Bulliten Boards وكذلك مجموعات الأخبار Newsgroups . غير أن مجموعات الحوار في مجملها تعمل بشكل حي مباشر، بحيث تكون أطراف المجموعة على اتصال تخاطبي نصي أو صوتي أو تصويري أو كل ذلك معا، وذلك بشكل مباشر من خلال الإنترنت. وهي تكاد تكون قليلة الفائدة نظرا للفوضى التي تسود استخدامها في الوقت الحاضر. وأما ساحات الحوار، فهي مواقع في الإنترنت، يتم تسجيل الأعضاء فيها للإذن لهم بالدخول والمشاركة، ثم تطرح قضية من قبل الأعضاء ويتم الرد عليها من قبل الآخرين، وتبقى تلك الردود على موقع شبكة الحوار في الإنترنت حتى تتم إزالتها. وأما مجموعات الأخبار فهي مجموعات مفتوحة لكل من بإمكانه الوصول إلى الإنترنت، وهي تفتقد للمصداقية والدقة بشكل كبير لأنها لاتخضع لأي صورة من صور المراجعة أو التدقيق البتة.

أما شبكات البريد الإلكتروني والتي تدعى أيضا قوائم البريد الإلكتروني، فإنها أكثر تخصصا وضبطا في آلية عملها وضبطها من الأنواع الاتصالية آنفة الذكر، وهي التي تحظى بثقة الأكاديميين ومن كان على شاكلتهم في حاجة إلى وسيلة إتصالية منضبطة وفعالة كرجال الأعمال والصناعيين والإعلاميين.

كيف تعمل شبكات البريد الإلكتروني؟

إن الآلية التي تعمل من خلالها شبكات البريد الإلكتروني تكفل لأعضائها التواصل فيما بينهم بأسهل طريق وأيسر سبيل. فعلى سبيل المثال، لو أراد مدير شركة معينة مقرها الرئيسي في العاصمة أن يعمم رسالة عاجلة على موظفيه في فروع الشركة المتناثرة في شتى المدن الأخرى، فإن هذه العملية تتطلب أسبوعا على الأقل في حالة استخدام أسرع خدمات النقل البريدي المتوفرة حاليا وهي عملية مكلفة ماديا وإداريا. بينما لو كانت لدى هذه الشركة شبكة بريد إلكتروني، فإن نفس الرسالة تصل إلى الموظفين في ظرف ثوان معدودة دون كلفة مالية أو إدارية تستحق الذكر. وهذه السرعة في وصول الرسالة، لا تتأثر فيما لو كان الأعضاء في مدينة واحدة أو دولة واحدة أو متناثرين في قارات العالم المختلفة، إلا بثوان معدودة حسب حركة المعلومات في شبكة الإنترنت العالمية وتوقيت بث الرسالة.

وهذه الشبكات تقوم على مبدأ إنشاء قائمة من العناوين البريدية التي يتقدم بها الراغبون في الاشتراك في الشبكة. ويقوم الموزع البريدي Mail Server بإرسال أي رسالة موجهة إلى عنوان الشبكة العام إلى كل عنوان مدرج على القائمة التابعة لها، وذلك في ظرف ثوان معدودة. ويكون على الأعضاء الراغبين في إرسال أية رسالة إلى الشبكة أن يوجهوا رسائلهم إلى العنوان الموحد للشبكة والذي لايقوم بتوزيع أية رسالة مالم يكن مرسلها عضوا مسجلا في الشبكة، وذلك إذا كانت تلك الشبكة مجهزة على أساس أنها شبكة مغلقة Moderated. أما إذا كانت مفتوحة، فإنها تقوم بتوصيل أية رسالة إلى أعضائها دون تمييز.

وتتميز الشبكات الإلكترونية بأنها تكفي المشترك عناء جمع عناوين كثيرة لمن يشاركهم الاهتمام، بحيث يجتمع كل أولئك تحت مظلة واحدة وفي منتدى واحد. ولذلك، فإن من الشبكات مايصل عدد مشتركيها إلى الآلاف، ومنها المئات ومنها العشرات والآحاد تبعا للحدود التي يضعها مدير الشبكة ومؤسسها والتي قد توسع من نطاق الشبكة أو تضيقه حسب الشروط الموضوعة للشبكة. فهناك على سبيل المثال شبكة تدعى LANTRA-L وهي للمترجمين من كافة أرجاء العالم ويصل أعضاؤها إلى الآلاف حسب آخر الإحصاءات. فكيف لمترجم أن يجمع عناوين أولئك المترجمين للتشاور معهم والاستفادة من تجاربهم؟ هنا يأتي دور الشبكة الإلكترونية التي تجعل الاتصال بأولئك المترجمين أمرا سهلا يتم من خلال عنوان بريدي واحد.

كيف يمكن الاشتراك في شبكة إلكترونية؟

لابد للراغب في الاشتراك في هذه الشبكات أن يكون لديه جهاز حاسب آلي مجهز ببرامج للاتصال بالانترنت ومنها برنامج البريد الألكتروني. كما يلزم أن يكون لديه عنوان بريدي يحصل عليه من مزود الإنترنت الذي اختار الاشتراك معه، أو بإمكانه الحصول على عنوان مجاني من الإنترنت حيث توجد الكثير من الشركات التي تقدم العناوين مجانا لمن يرغب ومنها بريد نسيج و بريد مكتوب وهما يدعمان المراسلة بالعربية والإنجليزية، وكذلك Yahoo و Excite وغيرها كثير في الإنترنت.

عند توفر العنوان البريدي لدى الراغب في الاشتراك في شبكة ما، يكون عليه أن يبحث عن الشبكة التي تناسب رغباته واهتماماته وتخصصه. يأتي بعد ذلك الاتصال بمدير الشبكة وذلك بإرسال بريد إلكتروني إلى عنوانه. ويشار هنا إلى أن بعض الشبكات لديها مدير آلي للشبكة، بحيث أن الراغب في الاشتراك لايلزمه مراسلة المدير الفعلي ليتم له الاشتراك، بل تتم العملية كاملة دون تدخل من مدير الشبكة من خلال الحاسب الآلي الذي يكتفي بوجود كلمة طلب الاشتراك subscribe في نص الرسالة لتكتمل عملية الاشتراك بعدها بشكل آلي. ومن المعتاد أن تظهر كلمة owner أو subscribe في الجزء الأول من العنوان المخصص لطلب الاشتراك.

شبكة اللغويين السعوديين الإلكترونية

تم تدشين شبكة اللغويين السعوديين في مطلع هذا العام، وأنشأها في الولايات المتحدة الأمريكية المبتعث السعودي/ خالد بن محمد أباالحسن، والذي يتابع دراسة الدكتوراه في جامعة إنديانا بولاية بنسلفانيا في تخصص اللغويات التطبيقية واستخدامات الحاسب الآلي في تعليم اللغة الإنجليزية، مبتعثا من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وقد أتبعت الشبكة نظاما يقوم على التزام مشاركات الأعضاء بحدود التخصص العلمي وتحديد الأهداف ودقتها، مما يكفل الوصول إلى مستوى عال من الجودة في المادة المتبادلة على الشبكة، وهو ماتفتقده كثير من الشبكات الموجودة على الإنترنت والتي يختلط فيها الحابل بالنابل ولايجد المشترك الجادّ سبيلا للاستفادة منها. كما أن حصر الاشتراك فيها على اللغويين السعوديين، يعطي زخما وتركيزا أكبر للموضوعات المطروحة ويزيد من فاعلية المناقشات ونفعها للمشتركين. وبالتالي، فإن الحديث في هذه الشبكة لايكون حكرا على المجردات والافتراضات العلمية البحتة، بل يكون أكثر مساسا بالمشكلات التعليمية والاهتمامات العلمية ذات العلاقة بتخصص اللغويات وتعليم اللغات في المملكة العربية السعودية.

ومنذ إنشاء الشبكة، استمر المشتركون في الازدياد يوما بعد يوم، وانضم للشبكة مشتركون من الجامعات السعودية والكليات التقنية وبعض معلمي اللغة الإنجليزية في المدارس السعودية، كما انضم إليها قطاع عريض من المبتعثين السعوديين في الجامعات الأمريكية والبريطانية والأسترالية والكندية ممن يتابعون دراساتهم العليا في اللغويات بكافة تخصصاتها.

وفي هذه الشبكة يتم طرح قضايا تعليم اللغات بالمملكة وبخاصة تعليم اللغة الإنجليزية وتبادل الأخبار العلمية كدعوات المشاركة بالبحوث في المجلات العلمية المتخصصة في اللغويات، وكذا المؤتمرات العلمية المتخصصة التي تعقد في مختلف دول العالم. كما يتبادل المشتركون تجاربهم عند المشاركة في أي من المؤتمرات العلمية المتخصصة. ومما يطرح في الشبكة كذلك الاستبانات العلمية التي تشكل جزءا من الأهداف العلمية للشبكة، حيث يتعذر أحيانا على الباحث في شؤون اللغويات الحصول على مشاركين في بحثه، فجاءت هذه الشبكة لتختصر المسافات وتوفر المال والوقت والجهد على الباحثين. ومما يطرح كذلك في الشبكة أخبار الكتب العلمية التي صدرت مؤخرا في السوق، حيث يتبادل المشتركون التوصيات بشأنها ومدى نفعها للباحثين أو معلمي اللغة. كما يتبادل المبتعثون المعلومات والخبرات العلمية والشؤون التي تهم كل مبتعث.

نظام الشبكة

  1. القائمة متاحة لكل سعودي متخصص في اللغويات ومن أولئك: معلموا اللغات في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية، المترجمون، الباحثون، أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات التقنية والمتوسطة وماشابهها من المؤسسات التعليمية والفنية، وكل من له اهتمام بتخصص اللغويات من الجنسين.
  2. موضوعات الشبكة علمية بحتة وترتبط ارتباطا مباشرا بالتعليم عامة و/أو اللغويات بكافة أوجهها وتخصصاتها، وبذا لايسمح بطرح أية موضوعات أخرى مهما كانت نوعيتها حفاظا على الخصصوصية العلمية التي تتميز بها الشبكة.
  3. الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية، ولذا يتوقع من الأعضاء أن يمارسوا النقاش العلمي بمعزل عن النواحي الشخصية للآخرين وبالأسلوب الحواري اللائق.
  4. بث المعلومات من الشبكة إلى شبكات أخرى ممنوع منعا باتا إلا بإذن الكاتب.
  5. الشبكة ترحب بطلبات الأعضاء للمشاركة في بحوثهم العلمية حسب رغبة الأعضاء ودونما إلزام.
  6. لكل عضو حق طرح أي قضية علمية للنقاش، أو دعوة الأعضاء للمساهمة في بحث يقوم به. كما يحق للأعضاء بث الأخبار العلمية ودعوات المشاركة في المؤتمرات العلمية التربوية واللغوية وكذا دعوات المشاركة للنشر في المجلات العلمية التخصصية وما شابهها.

كيفية الانضمام إلى شبكة اللغويين السعوديين

للانضمام إلى شبكة اللغويين السعوديين، يلزم الراغب في الاشتراك أن يرسل رسالة بريد إلكتروني إلى العنوان التالي: saudi-linguist-owner@onelist.com ويكتب في نص الرسالة كلمة subscribe. ولمزيد من المعلومات عن الشبكة، يمكن الرجوع إلى موقع الشبكة على الإنترنت وهو: http://gradeng.en.iup.edu/khalid/saudi-linguist.html

شبكة شقيقة

من جهة أخرى، فقد نشأت شبكة أكاديمية سعودية أخرى واسمها شبكة الأكاديميين السعوديين الإلكترونية والتي وصل مشتركوها إلى مايربو على المائتي مشترك من المبتعثين السعوديين والأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية. وهذه الشبكة أشمل نطاقا من الشبكة اللغوية، فهي مفتوحة لكافة التخصصات العلمية ويطرح فيها كل ماله صلة بالعلم والتعليم في المملكة العربية السعودية. ويقوم على هذه الشبكة أستاذ الأساليب الكمية المساعد في جامعة الملك سعود، الدكتور/ عثمان السلوم، والذي أنشأها في إنجلترا أثناء ابتعاثه. وللالتحاق بهذه الشبكة، يلزم الراغبين إرسال رسالة بريدية إلى العنوان البريدي

.saudi-students@lists.lancs.ac.uk

وهذه الشبكة لها مجلة على الإنترنت وقد صدر عددها الأول.

وكلتا الشبكتين تشهدان تطورا ظاهرا في أعداد المشتركين وهو ماكان متوقعا لما هو معروف عن الكثير من الأكاديميين السعوديين من الإفادة من كل جديد ومفيد من شأنه أن ينعكس على العملية التربوية والتعليمية بالفعالية والفائدة.

نظرة مستقبلية

يأمل القائمون على الشبكة في أن يتسنى لهم في القريب العاجل استثمار الخدمات الأخرى التي تقدمها الإنترنت استثمارا علميا يحقق الأهداف المرجوة. ومن ضمن الخطط المستقبلية عقد اللقاءات العلمية الحية مع علماء لغويين من المملكة ومن مختلف دول العالم الأخرى، بحيث تتم هذه اللقاءات من خلال تقنيات الإنترنت كالتخاطب الصوتي والنصي الحي. وهذه الفكرة أصبحت في متناول اليد في ظل تطور البرمجيات الحاسوبية والاتصالية.

كما يؤمل ربط الشبكة بالملحقيات الثقافية والجامعات السعودية وبالشبكات السعودية العلمية التي سيتوالى ظهورها، وذلك سعيا للتواصل وتنسيق الجهود بين تلك الجهات العلمية. كما يؤمل ربط أعضاء الشبكة بموقع وعنوان دائمين من إحدى الموسسات التعليمية السعودية وذلك في المستقبل القريب إن شاء الله.